تاريخ اللوز

الصفحة الرئيسية>>

تاريخ اللوز

أصل اللوز

أصل اللوز هو جنوب غرب آسيا (إيران)، وهنالك دلائل على وجود الشجرة والثمرة منذ أكثر من 5000 عام. وصل اللوز إلى الشرق الأوسط بواسطة الأنباط الذين كانوا يتاجرون بالعطور من هذه المنطقة، وهكذا قاموا أيضا بنشر اللوز. خلال الفترة الكتابية ("مكرا"), كان اللوز واسع الانتشار، وقد ذكر عدّة مرات رغم أنه لم يكن واحدا من الأصناف السبعة. خلال القرن السابع قبل الميلاد، عندما كانت المملكة القرطاجية في ذروة ازدهارها، قام تجار قرطاجو بنقل اللوز إلى شمال أفريقيا. في العام 450 قبل الميلاد، مع احتلال الإسكندر المقدوني الذي سيطر على غرب آسيا، تم نقل اللوز إلى اليونان أيضا، حيث كان مركز المملكة في الجانب التركي. لاحقا، مع سطوع نجم الرومان، تم نقل اللوز إلى بقية بلاد شمال البحر المتوسط. مع بدء الحملات مختلف مكتشفي العالم، وعلى رأسهم كولومبوس، تم نقل اللوز إلى القارة الأمريكية. في البداية إلى جنوب أمريكا، وبحلول نهاية القرن الـ 17 فقط، وصل إلى الولايات المتحدة. في البداية، تم زرع الأشجار الأولى في منطقة سان دييجو، وفي العام 1860 انتقلت الزراعة إلى منطقة سان فرانسيسكو، في سهول سان يواكيم. كانت هذه بداية قصّة نجاح بمقاييس عالمية. اليوم، تُزرع في سهول سان يواكيم في كاليفورنيا 5 ملايين دونم من اللوز، توفر حوالي مليون طن من البذور في السنة، والتي تشكل 85% من الإنتاج العالمي. خارج سهول يواكيم في كاليفورنيا، ليست هنالك زراعة لوز إطلاقا في أي مكان من الولايات المتحدة الكبيرة. تطوّر فرع اللوز في أرض إسرائيل كما ذكرنا، فقد وصل اللوز إلى منطقة أرض إسرائيل قبل الفترة الكتابية على ما يبدو، وقد تمت زراعة اللوز هنا على مدار فترات كثيرة بوتيرة متفاوتة.

تم ذكر اللوز في التوراة (المكرا) ضمن سياقات مختلفة، أولها: أن أبناء يعقوب جلبوا وجبة عصرونة لأخيهم يوسف من جنى الأرض: قَلِيلًا مِنَ الْبَلَسَانِ، وَقَلِيلًا مِنَ الْعَسَلِ، وَكَثِيرَاءَ وَلاَذَنًا وَفُسْتُقًا وَلَوْزًا. (سفر التكوين 11:43) لاحقا، تم ذكر عصا هارون التي أفرخت وأزهرت لوزاً. كذلك، كانت كؤوس الشمعدان مزينة بأزهار اللوز. وصل فرع اللوز إلى ذروته في أرض إسرائيل في أيام المشنا، وقد بلغ في حينه عشرات الآلاف من الدونمات، لكن في العصور الوسطى وحتى فترة حكم الأتراك لأرض إسرائيل، تراجعت بشكل ملحوظ ثقافة اللوز، وبقي عمليا في البساتين فقط، وفي بعض القسائم الصغيرة. مع عودة صهيون والسكن في مستوطنات البارون، تم زرع كروم النبيذ في هذه المستوطنات، بل إن قبوا (معصرة نبيذ) أقيمت في ريشون لتسيون. لكن سرعان ما هاجمت حشرة الفيلوكسرا أشجار الكرمة، فبدأ علماء الزراعة التابعين للبارون بالبحث عن بديل لفرع عنب النبيذ. قرر علماء الزراعة زراعة اللوز على نطاق واسع، وخصوصا في المستوطنات الشمالية التي كان المناخ فيها أكثر ملاءمة لهذه الزراعة، وهكذا وصل الفرع إلى ذروته في العام 1914: 37,000 دونم في الوسط اليهودي، بالإضافة إلى 3000 دونم في الوسط العربي. خلال هذه السنوات، أقيمت محطة تجريبية في بوريا، وبدأ تطوير أصناف محلية. عتبارا من تلك السنة، بدأ هجوم من حشرة ضارّة، ما تزال موجودة حتى يومنا هذا، والتي قضت عمليا على الفرع في الوسط اليهودي. عادت زراعة اللوز إلى المرافق اليهودية مع عودة دانيئيل راز - من مجموعة جيفاع - من كاليفورنيا في أواسط سنوات الـ 60. تأثر دانيئيل كثيرا من تطوّر الفرع في كاليفورنيا وجلب معه الكثير من المعرفة وطرق الزراعة الحديثة التي ساهمت في تحسين المحصول والجدوى الاقتصادية في الفرع. قبيل نهاية سنوات الثمانين، بدأ تباطؤ في الزراعة وبدأ اقتلاع الأشجار، وتراجع نطاق الفرع حتى في الوسط العربي. بدأت الانطلاقة مع دخول طعوم (تركيبات) اللوز X الخوخ الذي أحضره إلى البلاد من فرنسا قبل ذلك بسنوات،البروفيسور رافي أساف. بدأت الانطلاقة عندما نجحوا في تثبيتها في البداية، ومن ثم نجحوا في جعلها تتكاثر من خلال زراعة الأنسجة النباتية. أدى استخدام هذه الطعوم، بالدمج مع الرّي المكثف إلى قفزة في كمية المحاصيل وإلى إنشاء فرع اقتصادي ومنافس للفروع الحقلية التي تهتم بالاستخدام المكثف للماكنات وتقليل الحاجة للأيدي العاملة. الأساطير والمصادر التاريخية ينبت اللوز في أرض إسرائيل منذ القدم، بل إنه ذُكر في التوراة عدّة مرات. وقد حمل بنو إسرائيل معهم إلى مصر "من جنى الأرض... كَثِيرَاءَ وَلاَذَنًا وَفُسْتُقًا وَلَوْزًا". (سفر التكوين 11:43). ازدهرت عصا هارون كإشارة من الله"... وأفرخت وأزهرت وأنضجت لوزاً" (سفر العدد 23:17) (1400 قبل الميلاد تقريبا). في بعض الجاليات اليهودية، من المتبع إحضار فروع اللوز المزهرة إلى الكنس في عيد الربيع، لإحياء ذكرى العصا التوراتية التي أنبتت أزهار اللوز. كذلك، رأى النبي يرمياهو عود لوز كرمز للتحقيق السريع: "لأنني أنكبّ على شأني وتحقيق أعمالي" (يرمياهو 1، 11-12). في المشنا وفي التلمود، ذكر اللوز مرات عديدة. نتعلم من المشنا أن اللوز كان بالغ الأهمية خلال فترة المشنا كثمرة للأكل، لاستخراج الزيت، للطبابة وللتدفئة. للتدفئة - استخدموا قشور اللوز المر أو المعطوب. كذلك عرف الرومان مميزات اللوز الطبية (في القرن الأول الميلادي) كمسكّن للآلام، وكان من المتبع خلال الحقبة الرومانية الإعلان عن الزواج من خلال تقديم اللوز كهدية. من الممكن أن يكون هذا أيضا أصل تقليد إكرام المحتفلين بزفافهم لضيوفهم Bonbons de mariage وهي عادة يهودية، تتمثل بتقديم هدية من اللوز المغطى بالسكّر (درجة). تم تدجين اللوز من البرية وكان معروفا منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد. تم استخدام ثمار اللوز للأكل، للزيت ولصناعة مستحضرات التجميل إلى جانب الاستخدامات الطبية وتحنيط الموتى في مصر. في القرن السابع للميلاد، تم إيجاد دلائل على زراعة اللوز في المغرب، إسبانيا، اليونان وإسرائيل، وقد انتقل عبر طريق الحرير إلى الصين. في القرن الـ 19، بدأت في أمريكا زراعة اللوز الآتي من إسبانيا. احتاج اللوز إلى فترة تأقلم زراعي من خلال تحسين ودراسة الفرع، استغرقت قرنا وأكثر. بموازاة ذلك، بدأت المستوطنات عندنا في نهاية القرن الـ 19، ومع بدء الهجرة إلى البلاد وبتشجيع من موظفي البارون، بزراعة كروم اللوز بكميات تجارية. قضت الأمراض ومسببات الأضرار على الفرع في بداية القرن الـ 20. أعادت سنوات طويلة من النشاط في مجال تحسين الطعوم، إيجاد الأصناف والأبحاث المحلية بموازاة المواجهة العصرية للأمراض ومسببات الأضرار، الفرع إلى المسار التجاري الذي جعله يحتل مكانته الصحيحة في المشهد الإسرائيلي. يتوسّع الفرع في كل عام من خلال ثمار لوز عالية الجودة ولذيذة جدا، والتي تشكل جزءاً لا يتجزأ من النظام الغذائي الإسرائيلي. يحظى اللوز في التقاليد والتراث اليهودي بأهمية بالغة على مائدة عيد الشجرة التقليدية. من الممكن أن يكون أصل التقليد من أوروبا، من البلاد الباردة، والتي لم تتواجد فيها فواكه طازجة للاحتفال بعيد الشجرة. بل إنه تم منح هذه الفواكه إشارات: ت.ل.م.خ.ت في الصحن: تـمر، لـوز، مـوز، خـرّوب، تـين.

وصفات رائعة
باللوز الإسرائيلي

لجميع الوصفات